لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ \ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ \ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً \ مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ \ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ
مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ \ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
***
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا \ لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي \ بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ \ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
(*هناك اختلاف في بعض الكلمات ما بين الموشح والمقطوعة)
زاد ملتقى ملحن موسيقى حديثة، اختار في البومه زارني (2003) صقل الموشح الاندلسي "لا تعذليه"، لإبن زريق البغدادي بصوت فاديا الحاج، في قالب مغاير ولكن قديم - يكاد يكون من ذات فترة الموشح، قالب من حضارة مختلفة، بعيده ثقافيا - قريبة جغرافيا.
ملتقى اختار اسلوب قريب من "الكونترابونكت" لهذا الموشح، اسلوب يميز فترة الباروك في الموسيقى الكلاسيكية الغربية والتي امتدت بين 1600-1760.ما يميز هذا الاسلوب هو كونه يحتوي على أكثر من لحن، وكل لحن مستقل – حيث لا يشكل "مرافق" للحن اخر بل ينسجم معه. كما ولم يحافظ ملتقى على توازن داخلي في الابيات ولا على طول جمل الموشح.
لا أعلم ما هي اسقاطات دمج من هذا النوع على جمالية الموشح وحثثيات اسلوب التلحين لكنه دون شك يخلق انطباعات جديدة بشأن مركباته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق