12‏/08‏/2011

في الذكرى الـ35 لمجزرة تل الزعتر

لا اعلم ان قصد زياد رحباني (1956) بتذكيرنا بمجزرة تل الزعتر من خلال مقطعوته الموسيقية "تل الزعتر" في البومه الاخير "ايه في امل" (2010). ولكن منذ المجزرة تحول الحدث ل"مضاف اليه" غائب حاضر لاسم المخيم. هذه المقطوعة هي عمل "الالي" (Instrumental) اي بلا غناء، تستغرق حوالي الاربعة دقائق.

من الممكن تقسيمها الي قسمين، حيث تبدأ المعزوفة بالجزء الأول: لحن "ليري" يتم تكراره عدة مرات مع توزيع مختلف واختلافات اخرى طفيفة (variation) اما الجزء الثاني فيبدأ بعد حوالي دقيقتين بهتاف البوق! والتي تعلن عن تغيير حاد بالايقاع ولون المقطوعة حتى تتحول المقطوعة مع مرافقة آلة القرع لجاز شبه راقص! رغم الاختلافات بين الجزئين الا ان هذا الجزء هو ايضا عبارة عن تكرار الجملة الموسيقية بسياقات متعددة. ويتميز الجزء الثاني بال"وقفات" العديدة والتي توهم المستمع بانتهاء المقطوعة مرة بعد الاخرى ومن خلال تأكيد على ذلك باعادة قالب اكوردات نهاية المعزوفة ومن ثم مفاجئتنا باستمرارها.

اجمل ما في الموسيقى انها لا تفسر نفسها وتسنح للمستمع ان يتواصل معها كما يشاء، وفقا لعالمه الداخلي، في ظل اللي صار وبعده بصير من مجازر في المنطقة، اوّد ان اسمع بهذه المعزوفة الاستمرارات والأمل الدائم للحظات سعيدة.