27‏/02‏/2009

22‏/02‏/2009

فالس مع اليسار الصهيوني!

قبل عدة اسابيع دعتني صديقتي لمشاهدة فيلم "فالس مع بشير". فقصدنا "السينماتك" والمعروفة باختصارعروضها على افلام ذات جودة من حيث المضمون، وبالتالي قلما يقصدها الناس. غير أن هذه المرة على غير عادة امتلاءت القاعة حتى سطورها الاولى! كانت هذه من اقل الافلام متعة، حيث وجدت نفسي اجلس بجانب امرأة ربما في وسط الخمسينات اخذت تستنشق الهواء بطريقة مبالغ بها في كل مرة قتل احد الجنود في الفيلم! لا بل في بعض الاحيان اخذت تململ كلمات غير مفهومة لا ادري ان كانت مسبات ام دعوات، الا ان في كلا الحالتين لم تكن لوحدها، إذ تابع الجمهور الفيلم وكأنهم لا يعلمون ماذا سيحدث، لا بل وكأن النهاية قد تفاجئهم! وكأنهم في قلق كياني حقيقي!
قد تكون سر شعبية الفيلم هو ترشحه لجائزة الاوسكار. كما واثار الفيلم اهتمام واسع في اسرائيل والعالم اما لموضوعه واما لتقنيته. الا ان ما لفت انتباهي واثار تفكيري في اعقاب مشاهدته هو النهج اللذي يتبعه الفيلم لسرد احداث مجزرة صبرا وشتيلا. فعدا كون المخرج يوظف الاحاسيس ومميزات الفيلم الوثائقي لفرض الواقع اللذي يريده. فهو يفرض منطقًا ومصطلحات منحازة، تصب في مصلحة الخطاب الصهيوني.
ان ما يجعل الفيلم فلمًا سياسيًا يخدم الخطاب الصهيوني، ليس كونه قصة شخصية توثق التاريخ من زاوية فردية، تعتمد على ذكريات ووجه نظر شخصية، بل كونه يلغي السؤال الجذري حول شرعية الاحتلال اطلاقًا لا بل يكرس الإحتلال وكأنه واقع مفهوم ضمنًا لا مجال لنقاشه. هذا إضافة لتمحور الفيلم حول اشكاليات تخدم المصلحة الصهيونية بشكل مطلق. فالفيلم يسرد ما حدث في علاج نفسي لجندي اسرائيلي اي يتعامل مع فحوى انسانيته وتجاربه الشخصية، تلك التي لا يستطيع الفرد الا ان يشعر بإلفتها. الا ان قمة توظيف الفيلم للخطاب الصهيوني يبلغ قمته من خلال ادعائه "النقدية"، ذلك النقد المنحصر في قوالب ضيقة منفصلة الواحدة عن الاخرى تمنع المشاهد من تخطي حدود النقاش المرغوب به. مثلا احد الجنود يعي الحرب فقط عندما يشاهد منظر احصنة تموت! هذا النقد المقولب يحصر النقاش داخل الخطاب الصهيوني اي بين ما يسمى باليسار
-اليمين الصهيوني.
كيف للمشاهد ان ينقاش ويتطرق لتفاصيل الفيلم دون تورطه بهذا الخطاب(؟!) حيث جلّ المنطق والنقد والاحداث مجنّدة لإعطاء الاحتلال وجه انساني !؟. فالجدال ليس فقط حول شرعية المحتل في فرض واقع مترع باحاسيسيه ليكشف عن جانب "انساني" بينما يغيّب "انسانية" الضحية، بل حول شرعية النقاش في محور تُستعمل به احاسيس الفرد ومصطلحات انسانية وأدوات تحليلة وعلمية لاهداف ومصالح تنعدم فيها هذه القيم. ترشح الفيلم لجائزة الاوسكار وربما فوزه بها، هي خطوة اخرى من خلالها تضع الصهيونية بصمتها على التاريخ لتقصه من منظورها ولمصلحتها. كما هي خطوة اخرى لابتعاد العالم عن لبّ المبادئ وقدسية القيّم الانسانية وجعلها مواد اخرى يمكن التجارة بها والاستعانة بها لمصالح لا صلة لها بالانسانية.

12‏/02‏/2009

Burned out Association

في موسيقته تسمع " المدافع من خلف الورود" هكذا وصف شومن موسيقة شوبين (التي لمس فيها دعم شوبين لاستقلال شعبه البولندي).
لم انجح بفصل مقطوعة "مارش الجنازة" لشوبين ووصف شومن له في ذهني عن واقع غزة.
الا ان في غزة – ارض الورود، لم يعد هناك ورود والمدافع اخطأت الاتجاه والموت عاري من موسيقة "المارش".