27‏/12‏/2008

توضيح:

الأغلب لن تستوقفه او تزعجه بداية المقطوعة الموسيقية السابقة، الا انها في فترتها اثارت ضجة واستياء، حيث لم يجدها العالم انذاك الا بقطعة موسيقية قبيحة، اما اليوم؟
فما هو الجمال الموسيقي؟ الفيلسوف Immanuel Kant ادعى ان الجمال الموسيقي يكمن في المقطوعة الموسيقية نفسها، وليس في التفاصيل الصغيرة، وهو ما سماه الجمال الشكلي. Leonard B. Meyer طوّر هذه الفكرة بادعائه ان ما يجعل مبنى المعزوفة "جميل" هو قدرة المستمع على تنبأ الحدث القادم وتحققه، أي أن جمال المعزوفة ينبع من المبنى التسلسلي المقبول على منطق المستمع.
الا ان التجديدات في الفترات الموسيقية المختلفة تخرق القوالب وقدرة المستمع على تنبأ الحدث! مما يجعل من مقطوعة فاغنر ومقطوعات اخرى – معزوفات "قبيحة" في حقبتها. ففي بداية معزوفة فاغنر السابقة مثلا: يدخلنا الملحن الى شعور من التوتر، وفي حين نتوقع ارتخاء التوتر بسب القوالب المتبعة يقوم فاغنر بمضاعفة التوتر وازعاج المستمع ذات الاذن الرومانسية (قرن الـ 18) ..
فماذا تغير من 1865 حتى اليوم؟ Meyer اقترح عامل اخر يحوّل المعزوفة الى "جميلة" وهو التكرار. التكرار يحول النشاز الى هارمونيا ويؤدي الى بناء "قوالب" جديدة في الدماغ الانساني، وبالتالي يطور لدينا منطق موسيقي مختلف، كان مرفوضًا يومًا.
الوجه الايجابي للقدرة على التكييف افرز فن رفيع في حالة الموسيقى، الا ان فكرة التكييف وقابلية تغيير المنطق الانساني العام من خلال التكرار- لجعله "عادة"، يثير لدّي تسؤالات وبعض القلق الوجودي..
بالوضع المنيح - الحكي عن اوبيرا، بأوضاع مأساوية - الحكي ممكن يكون عن وقائع قتل وفقر وتشريد شعوب...

20‏/12‏/2008

The Power of Adaptability

منذ 1865 روّض الانسان لتقبل تجديدات هذه المقطوعة ولتغيير معايير "الجمال" الموسيقي...
بالوضع المنيح - الحكي عن اوبيرا
بأوضاع مأساوية - الحكي عن أعداد الموتى في العراق

13‏/12‏/2008

من دفاتر مازن كرباج
.
لصديقي الدريس الى ما بعد بعد الـ 12 بالليل :).. بشو بتذكرك الصورة؟؟

05‏/12‏/2008

الموسيقى الكلاسيكية... a la Israelienne (!)

بيتهوفن، موزرت، براهمس، مندلسون، رافيل، عيدن برتوش، ايلا ميلخ، نوعم شريف، افنير دورمان، جيل شوحت وغيرهم! هذا برنامج سلسلة عروض الموسيقى الغربية الكلاسكية لفرقة السيمفونية- حيفا. ان وجدت بعض النشاز في الجملة وقبل بدأ الكونسرت قد يكون هذا نابع عن تضارب المعاني.. فما للموسيقى الغربية الاوروبية الكلاسيكية و"الملحنين الاسرائيلين المعاصرين" (حسب التسمية الواردة ببرنامج العروض) ؟ وما بين مستوى وخاصيّة الموسيقى الكلاسيكية العالمية والمؤلفات الاسرائيلية المعاصرة؟ العلاقة بين الأطراف والمنطق في تسلسل الأحداث وارد! لكن بكميات محدودة ومحصورة في دماغ المائيسترو نوعم شريف- ففي مقابلة له مع جريدة غلوبس قبل عام قال شريف: "أنا أشعر أنّنا إن لم نضع "اسرائيل" في المركز، سنضيع، إن لم تكن اسرائيل في المركز ستكون دولة شرق اوسطية ضحلة" ولمنع ذلك- يرى شريف ضرورة قيام الفرقة الفيليهرمونية بعزف مقطوعات ملحنين اسرائليين "حتى يتعلم الجمهور الاصغاء إليها" وذلك بهدف خلق موسيقى اسرائيلية.
وعليه يبدو أن السيمفونية الحيفاوية ستجند السنة العروض الكلاسيكية، من موزرت وبتهوفن وغيرهم، لخلق "الثقافة الاسرائيلية" تذويتها وتعزيز مكانتها في قلوب الجمهور. طبعًا ليست هذه أول ولا آخر محطة لمشروع "الثقافة الاسرائيلية": فمنهاج الموسيقى الكلاسيكية للبجروت يشمل أربعة مقطوعات من فترات موسيقية كلاسيكية مختلفة وبالاضافة الى ذلك مقطوعة اسرائيلية. امتدادًا لهذه الاجندة، الاكاديميا الاسرائيلية أيضًا متورطة بترويج مفهوم "الثقافة الاسرائيلية" حيث توجد دورات اجبارية مختصّة بال"موسيقى الاسرائيلية" و"الفن الاسرائيلي". وهنا تجدر الاشارة الا ان هذه الممارسة بتصنيف الملحنين وفقًا للانتماء القومي"الدولة" وليس للّون الموسيقي غير رائج في عالم الموسيقى عامة.
سأوفر كتابة قطعة اخرى خلالها سأحاول-اتعمق-كمان مرة اتعمق-واخيرا افشل بتعريف الموسيقى الكلاسيكية "الاسرائيلية"! وذلك لان المصطلح غير منطقي وبالتالي غير موجود حقًا!
ومع ذلك ستُعرض السنة الـ"موسيقى الاسرائيلية"، ضمن الموسيقى الكلاسيكية العالمية مدعومة بمدح وترويج النقاد والصحافة الاسرائيلية لما يعتبرونه خطوة جريئة. فعلى ما يبدو وفي كل الأحوال وحتى ان لم ترّوض اذن الجمهور وان استمرت الضبابية حول المصطلح وإن لم "تنجح" المقطوعات وفقا للمعايير الفنية، فقد نجحت وفقا لمقاييس مختلفة لا علاقة لها بالموسيقى، حيث سوف يتداول الجمهور أسماء الملحنين الاسرائيلين، وسيصغ لتلك المقطوعات، ولربما بعد سنوات معدودة وقبل أن ندرك ذلك سيتحول هؤلاء لأباء "الموسيقى الكلاسيكة الاسرائيلية"!

28‏/11‏/2008

شروق


في الحصة الأولى، طلب منا المحاضر ان نحلل قطعة موسيقية، وبعدني بحاول أقرر ما هو مبنى المقطوعة، الوزن، السلم، من اي فترة زمنية، اللآلات الموسيقية ... تفاجأت من طالب رفع يده دون تردد!!
المهم، بدأ الأخ "بتحليل" القطعة مسترسلاً: "أنا لما اسمعت المقطوعة شعرت انو عمالي أشوف شروق الشمس.."
ومن يومها بطلت أسأل- ليه أغلب الطلاب العرب قليل ما بشاركوا في الحصص!