05‏/12‏/2008

الموسيقى الكلاسيكية... a la Israelienne (!)

بيتهوفن، موزرت، براهمس، مندلسون، رافيل، عيدن برتوش، ايلا ميلخ، نوعم شريف، افنير دورمان، جيل شوحت وغيرهم! هذا برنامج سلسلة عروض الموسيقى الغربية الكلاسكية لفرقة السيمفونية- حيفا. ان وجدت بعض النشاز في الجملة وقبل بدأ الكونسرت قد يكون هذا نابع عن تضارب المعاني.. فما للموسيقى الغربية الاوروبية الكلاسيكية و"الملحنين الاسرائيلين المعاصرين" (حسب التسمية الواردة ببرنامج العروض) ؟ وما بين مستوى وخاصيّة الموسيقى الكلاسيكية العالمية والمؤلفات الاسرائيلية المعاصرة؟ العلاقة بين الأطراف والمنطق في تسلسل الأحداث وارد! لكن بكميات محدودة ومحصورة في دماغ المائيسترو نوعم شريف- ففي مقابلة له مع جريدة غلوبس قبل عام قال شريف: "أنا أشعر أنّنا إن لم نضع "اسرائيل" في المركز، سنضيع، إن لم تكن اسرائيل في المركز ستكون دولة شرق اوسطية ضحلة" ولمنع ذلك- يرى شريف ضرورة قيام الفرقة الفيليهرمونية بعزف مقطوعات ملحنين اسرائليين "حتى يتعلم الجمهور الاصغاء إليها" وذلك بهدف خلق موسيقى اسرائيلية.
وعليه يبدو أن السيمفونية الحيفاوية ستجند السنة العروض الكلاسيكية، من موزرت وبتهوفن وغيرهم، لخلق "الثقافة الاسرائيلية" تذويتها وتعزيز مكانتها في قلوب الجمهور. طبعًا ليست هذه أول ولا آخر محطة لمشروع "الثقافة الاسرائيلية": فمنهاج الموسيقى الكلاسيكية للبجروت يشمل أربعة مقطوعات من فترات موسيقية كلاسيكية مختلفة وبالاضافة الى ذلك مقطوعة اسرائيلية. امتدادًا لهذه الاجندة، الاكاديميا الاسرائيلية أيضًا متورطة بترويج مفهوم "الثقافة الاسرائيلية" حيث توجد دورات اجبارية مختصّة بال"موسيقى الاسرائيلية" و"الفن الاسرائيلي". وهنا تجدر الاشارة الا ان هذه الممارسة بتصنيف الملحنين وفقًا للانتماء القومي"الدولة" وليس للّون الموسيقي غير رائج في عالم الموسيقى عامة.
سأوفر كتابة قطعة اخرى خلالها سأحاول-اتعمق-كمان مرة اتعمق-واخيرا افشل بتعريف الموسيقى الكلاسيكية "الاسرائيلية"! وذلك لان المصطلح غير منطقي وبالتالي غير موجود حقًا!
ومع ذلك ستُعرض السنة الـ"موسيقى الاسرائيلية"، ضمن الموسيقى الكلاسيكية العالمية مدعومة بمدح وترويج النقاد والصحافة الاسرائيلية لما يعتبرونه خطوة جريئة. فعلى ما يبدو وفي كل الأحوال وحتى ان لم ترّوض اذن الجمهور وان استمرت الضبابية حول المصطلح وإن لم "تنجح" المقطوعات وفقا للمعايير الفنية، فقد نجحت وفقا لمقاييس مختلفة لا علاقة لها بالموسيقى، حيث سوف يتداول الجمهور أسماء الملحنين الاسرائيلين، وسيصغ لتلك المقطوعات، ولربما بعد سنوات معدودة وقبل أن ندرك ذلك سيتحول هؤلاء لأباء "الموسيقى الكلاسيكة الاسرائيلية"!

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

عزيزي

مدونة رائعه

شكرا لك

اتمنى رؤيتك عندي

موود

http://mood3di.blogspot.com/

زفت يقول...

عزيزي كيان

يعني لما عندك ناس مختصين باثارة نقاش حول "هل نعزف فاغنر أم لا؟" بعد ستين عاما من المحرقة...ومستعدين بنص الكونسيرت يقوموا يخربو لدوافع سياسية...لا عجب ان يدحشو الموسيقى الكلاسيقية في بوتقة الصهر ويلاقولها علاقة مع اسرائليتهم المتنورة جدا...

يعني ES MUSS SEIN

انت مدعو لمكتبتي الموسيقية وللاستماع الى زياد رحباني...الي بعيد الامور الى نصابها...موسيقيا

كيان يقول...

بوافقك..
مكتبتك الموسيقية رائعة- بانتظار مقطوعات جديدة :)

Unknown يقول...

عزيزي كيان

اهلا وسهلا بك

شكرا لكلامك الجميل

اتمنى رؤيتك دائما

موود