16/10/2014
01/10/2014
14/04/2014
#الحريه_لمجد
"القضية مش بس موضوع الأرض" كرر مجد هذه الجملة مرات عديدة في مقابلاته الصحفيّة حول موضوع اشتراكه في اسطول الحريّة لاختراق الحصار المفروض على غزة قبل عامين. للوهلة الاولى قد تبدو هذه المقولة مفهومة ضمنا، لكنها في الحقيقة بعيدة عن أن تكون كذلك أو حتى بشكل جزئي. حيث اخترق الاستعمار تفاصيل التفاصيل في حياتنا، نحن القابعين في أراضي فلسطين عام ١٩٤٨، فصار يهندس أحلامنا، طموحاتنا، تجاربنا، افكارنا، لغتنا وبرامجنا وحتى علاقاتنا الشخصية - أصبحت جميعها متأثرة بايقاع الاستعمار، قوانينه وسياساته.
الاستعمار الثقافي وأبعاده النفسيّة، ليست صدفة وحتى ليست نتيجة اخرى للاستعمار، بل هي سياسة مقصودة ومدروسة هنا في فلسطين، هدفها قمع شخصية المستعمَر؛ فرض تعريف وخطاب ما هو "طبيعي" وما هو "مستحيل"، فرض السيادة من خلال التصاريح، الموافقة- والرفض وتحديد طرق ومضامين التواصل، وغربلة الافكار والاخبار التي تصلنا ونعيشها.
ما قام به مجد كيال قبل بضعة أسابيع هو كسر احد هذه الحدود، حوّل حلمه وحلم الكثيرين لواقع - فسافر لبيروت. زيارة مجد لم تذكرنا كم قريبة هي بيروت من حيفا جغرافيا فحسب، هي بمثابة رحلة لادراك بيروت، لا كمستمعين ومشاهدين من خلال سماعة وشاشة بل من خلال التواجد فيها. ففي نصه الأخير "صورة تذكاريّة لصبيّة تُطعم أختها" يصف مجد بيروت بتفاصيلها ويقارنها بحيفا وتفاصيلها، تلك التفاصيل التي يعرفها فقط من يعيش البلد ويمشي فيها. ولعل هذا أكثر ما يرعب السلطات الاسرائيليّة، أن يتحول العالم العربي حولنا من حلم على رف، الى مضمون نناقشه، نعيشه ونقارن به، الى جزء من تفكيرنا اليومي.
*خلال مظاهرة ضد مخطط برافر (٢٠١٣)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)