25‏/09‏/2010

تغيّرنا ما تغيّرنا بالكلمات وبالموسيقى!

*عماد - هذا جوابي على سؤالك..
فمن جهة تتجاوب برأيي الاغنية مع كل متطلبات الاغنية "التجارية" بمعنى انها مبنيّة حسب القوالب المعتادة والتي تجعل اللحن "يعلق" بذهن الانسان - المقدمة كما متبع حوالي ال20ث وهي عبارة عن "جملة" موسيقية تعود على نفسها ثلاثة مرات، وهو العدد المتبع والمناسب لان نعوّد الاذن لقالب معين. من بعدها يبدأ الغناء وهو "فارييشن" اي ذات الجملة الموسيقية للمقدمة مع تغيرات طفيفة لا تؤثر حقا على مبنى واساس الجملة، وهي أيضا تعود على نفسها ثلاثة مرات، كل جملة من هذه الجمل تنتهي بنوتة "ثابتة" (كما هو معتاد)... وكما هو مألوف من مثل هذا المبنى فقد يتلو ذلك "اللازمة" مع جميع المركبات "الصحيحة" - جملة موسيقية فيها تصل الاغنية الى "القمة" من ناحية علو النوتة والديناميكيا.. بعد الاعادة مرتين يعود زياد الى الجملة التي سبقت الازمة ليعود عليها مرتين مع تغيرات طفيفة بالديناميكا وتوزيع الالات.
من ثم نسمع فقرة ارتجالية - ولكنها جدا "محافظة" - تحافظ على الاقاع، على السلم الموسيقي، على طول الجملة الاساسية.. اي انها ما يسمى بال"سايدو-انديفيدوال" - اضافة عنصر للاغنية والذي للوهلة الاولى يميزها ولكنه في الواقع يخدم المبنى الثابت للمعزوفة ولا يغير فيها حقًا كما يحدث في المعزوفات الغير تجارية والتي تبني فيها التفاصيل الهيكل وتغير فيه حسب مكان ظهورها وتفاعلها مع باقي مركبات المعزوفة.

اذا - فالاغنية جدا "مريحة" للاذن و"متوقعة" للعقل - ولكن من جهة اخرى يجدر التنويه لملاحظة جدا مهمة: برأي كون مضمون الاغنية نوع من الساتيرا والسخرية فقد يكون هذا الجانير الاكثر نجاعة لابراز سطحية الموضوع - بالكلام وبالموسيقى!
فـ "تغييرنا ما تغيرنا" لربما أفضل وصف كلامي لمبنى المعزوفة موسيقيًا!
والهيكل الموسيقي أفضل ترجمة للكلمات - "تغيرنا ما تغيرنا"...

صار نص!